الصحفي طارق نواب: فك شفرة الشخصيات مفتاح قوي لبناء علاقات ناجحة ومثمرة
نعيش في عالم مليء بالتنوع والتعقيد، حيث يحيط بنا أشخاص مختلفون بسماتهم الشخصية الفريدة وتصرفاتهم المتباينة، ونلتقي يوميًا بأفراد يمتلكون طباعًا مختلفة وطرقًا متعددة في التعامل مع الحياة، وغالبًا ما نلجأ إلى تصنيفهم بصفات سطحية مثل الحساس أو القوي أو الهادئ، ولكن هل تعكس هذه الأحكام ما يختبئ داخل كل شخص بالفعل؟ .. وذلك لأن الشخصية البشرية أعمق بكثير مما يمكن رؤيته بالعين المجردة، و وراء كل تصرف أو كلمة، هناك تجارب، مشاعر، وأفكار تشكل هوية الشخص وتجعل منه كيانًا فريدًا، وفهم هذه التركيبة المعقدة يتطلب جهدًا ووقتًا، ولكنه المفتاح لبناء علاقات قوية وناجحة في حياتنا.
وتعقيبًا على ما سبق علق الكاتب الصحفي السعودي طارق محمود نواب، قائلًا: “نلتقي بأشخاص ذوي شخصيات متنوعة، في حياتنا اليومية، ولكن لكل شخص سماته الفريدة وطرقه الخاصة في التعامل مع العالم من حوله، وغالبًا ما نجد أنفسنا نصدر أحكامًا سريعة عن الآخرين، فنصف شخصًا بأنه حساس، وآخر بأنه خجول أو قوي أو هادئ، متسائلًا: “هل تعكس هذه التقييمات السطحية جوهر الشخصية بالكامل”؟.
وأجاب “طارق نواب” خلال تصريح خاص لصحيفة “ايجي نيوز” أن الواقع أن ما نلاحظه في تصرفات الآخرين قد لا يعكس دائمًا الصورة الكاملة لشخصياتهم، فالشخصيات البشرية متنوعة ومعقدة، وتحتوي على جوانب خفية قد لا تكون ظاهرة لنا، ونحن نرى فقط ما يرغب الآخرون في إظهاره، ولهذا من الصعب، بل من المستحيل، أن نصنف شخصًا بناءً على جزء صغير مما نراه، غالبًا ما تكون أحكامنا تعميمات عامة تفتقر إلى الدقة ولا تعكس بدقة حقيقة الشخص.
وأكد أنه على الرغم من أن هذه التصنيفات قد لا تكون خاطئة تمامًا، فإنها غالبًا ما تكون مبسطة وتفتقر إلى التفاصيل، فـ كل فرد لديه “كتالوج” خاص بصفاته وشفرته الفريدة التي تميزه عن غيره، فلا يمكن تقليص شخصية الإنسان إلى صفة واحدة فقط، لأن كل شخص يتشكل من مزيج من التجارب والخلفيات والعوامل التي تجعله مميزًا.
وأشار إلى أن علم النفس يقدم لنا نماذج لفهم الشخصية، ولكن الحياة اليومية تظهر لنا أن هذه النماذج ليست قوالب جاهزة تنطبق على الجميج، لذلك يجب علينا ألا نتسرع في إصدار الأحكام أو تصنيف الناس في أنماط محددة دون فهم كامل لتفاصيلهم وتجاربهم، مشددًا على أن كل شخص يحمل بصمة خاصة به، وفك هذه البصمة يتطلب صبرًا واهتمامًا.
وتابع طارق نواب، أن بناء علاقات قوية مع الآخرين يحتاج إلى جهد ووقت لفهمهم بشكل صحيح، ويجب أن نتقبل الآخرين كما هم، بجوانبهم الإيجابية وسلبياتهم، ونتجنب رفضهم حتى على المستوى الداخلي، لأن هذا الشعور سينتقل إليهم بطريقة أو بأخرى فقط من خلال الفهم الصحيح يمكننا إقامة علاقات حقيقية وعميقة مع الآخرين.
وأضاف أن هذا النهج ينطبق على الجميع، سواء كانوا أصدقاء أو زملاء عمل أو أفراد عائلة أو حتى شريك الحياة، منوهًا إلى أن فك شفرة الشخصيات المحيطة بنا هو مفتاح لبناء علاقات ناجحة ومثمرة، فمعرفة طبيعة الشخصية والسمات التي تميز كل فرد تساعد في تعزيز التواصل الفعّال والتفاهم بين الناس.
وختتم الكاتب الصحفي السعودي، تصريحاته قائلًا: “التنوع في الشخصيات هو ما يجعل كل فرد مميزًا وفريدًا، وعلينا احترام هذا التنوع وتقديره، وأن نسعى لفهم الآخرين بدلاً من تصنيفهم، لأن هذا الفهم العميق يعزز من التعاطف والتواصل الإيجابي، مما يجعل علاقاتنا مع من حولنا أكثر قوة ونجاحًا”.